كيف نقضي على الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس لدى أبنائنا
لايخلو الإنسان من عدم الشعور بالنقص لسبب ما ويؤدي ذلك الى الإضطراب النفسي إذا كان إتجاه الشخص سلبيا تجاه هذا النقص . أما الشخص الإيجابي فأنه يلجأ إلى مواجهة المشكلة بطريقة إيجابية فيعوض نقصه بالتفوق والنبوغ في النواحي السليمة في الشخصية وقد يلجأ إلى تدريب العضو الضعيف وعلاجه .
فقد كان نابليون قصيرالقامة وعوض النقص بالتفوق العسكري , وكان طه حسين ضريرا وعوض النقص بالتفوق الأدبي .
أهم العوامل التي تؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس :
1-التشوهات الخلقية والعيوب الجسمية وفقدان بعض الحواس : كالعرج أو الشلل أو النحافة أو البدانة أو فقدان البصرأو السمع والكلام كلها عوامل تسبب للطفل الشعور بالنقص وتتوقف الصحة النفسية للطفل على اتجاه الوالدين نحو المشكلة فإذا كان إيجابيا وقبول الطفل على ماخلق عليه مع محاولة تنمية القدرات السليمة الأخرى فأنهما يساعدانه على التوافق مع المجتمع , أما إذا كان اتجاه الأبوين سلبيا عن طريق السخرية أو العطف الزائد الذي من شأنه أن يركز الطفل انتباهه على عاهته فيلجأ إلى حلول مرضية كالتبول اللاارادي والتهتهة أويكون شخصا ناقما ثائرا يتجه بنقمته وثورته ضد المجتمع وأنظمته وتقاليده .
2-التأخر الدراسي : يؤدي وضع الطفل في فصل دراسي لايتناسب مع ذكائه إلى شعوره بالنقص لعجزه عن متابعة الدروس وتفوق زملائه عليه .
3-أثر المقارنات : مما يزيد إحساس الطفل بالنقص هو أن تحاط قيمته بالمقارنة فكثير مايقارن الآباء بين طفل وطفل آخر بقصد دفع الطفل المتأخر إلى العمل والنشاط . وهذا النوع من المقارنات يأتي غالبا بأسوأ النتائج . لذلك ينبغي أن تكون القاعدة هي عدم المقارنة وأن يستبدل النقد والتوبيخ بتشجيع الطفل وإشعاره بما فيه من ميزات .
4-عدم اعتماد الطفل على نفسه : من أكبر أخطاء الوالدين أنهم لايتركون الأطفال يفكرون لأنفسهم , فبعض الاباء يتدخلون في تفكير الطفل وحديثه ولعبه بمناسبة وبغير مناسبة والواجب أن يترك الطفل ليعتمد على نفسه ويكسب كثير من خبراته بنفسه ويبحث عن الأشياء ويجرب .
5-السلطة الوالدية : الشدة الزائدة والعقاب لأتفه الأسباب وإصرار الوالدين على الطاعة العمياء بدون مناقشة أو تفاهم تفقد الطفل الثقة بالنفس خصوصا العقاب بالضرب .
6-العلاقة بين الوالدين : إذا كان الجو الأسري مليئا بالمحبة والعطف والهدوء يكون الطفل غالبا مطمئنا وواثقا من نفسه .
وأخيرا فإن شعور الطفل بتقدير الكبار من أفراد أسرته لما يفعل ينبه فيه خير ماعنده ويبعث لديه الحماس للقيام بخير مايستطيع , أما إذا لقي الإستهانة والتحقير وعدم الإكتراث فإن ذلك يشعره بالمرارة والعجز , فقدرات الطفل تنمو على التشجيع وتموت بالتقريع , ولايعني هذا ألا ينقد الطفل أو يراجع إذا أخطأ ولكن ماأبعد الفارق بين المتابعة في رفق وبين الوقاية في هلع
من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة