الا أن ذلك لم يعالج المشكلة اذ ما لبثت أن تجددت التجاذبات والصراعات، حتى بدأ كل طرف بتنفيذ رؤيته الأمنية التي مثلت الشرارة لتفجر الوضع المـلتهب أصلا بين الطرفين والذي كانت تزيده إسرائيل اشتعالا.
الوضع الفلسطيني منذ عام 2007: تمزيق الوحدة الوطنية وحكومتان في صراع على سلطة لا تملكانها
سيسجل يوم الخامس عشر من يونيو 2007 الذي سيطرت فيه حركة حماس على غزة بالقوة المسلحة «بحروف من دم»، فبعد أجيال خاض فيها الفلسطينيون صراعا مريرا مع اسرائيل من اجل اقامة دولتهم ضربت وحدتهم الوطنية، لاول مرة كما لم تـضرب وتشق من قبل.
وبدا ذلك واضحا فور اعلان حماس سيطرتها الأمنية على قطاع غزة، وقيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس باقالة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة حماس، وتكليف سلام فياض رئيس الوزراء لانفاذ حالة الطوارئ التي أعلنها، وهو ما لاقى رفضا من قبل حركة حماس، وبالتالي أصبحت هناك سلطتان واحدة في غزة تحكمها حماس والأخرى في الضفة الغربية يحكمها الرئيس عباس.
ولجأت الحركتان الى مقاطعة محاولات كل منهما لعقد جلسات المجلس التشريعي مما حرم المجلس من استكمال النصاب القانوني الضروري الذي يشترط حضور 67 نائبا.
وفازت حماس بأغلبية المقاعد في البرلمان في انتخابات يناير 2006 لكن اسرائيل اعتقلت حوالي نصف نواب الحركة البالغ عددهم 74 ولم يعد بامكانها تجميع أغلبية.
وقابل عباس عجز البرلمان عن أداء مهامه بخطوات استمدها من القانون الأساسي تتيح له الحكم من خلال المراسيم.
وانشغل الجانبان بتعزيز الانقسام اعتقادا منهما بأنها ستسبغ عليهما ثوب الشرعية.فيما اشتدت حدة العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل في الضفة وغزة.
غزة السجن الكبير
لم تعد إسرائيل تصبر على سيطرة حركة حماس على غزة . وباتت تخشى من وصول اسلحة وصواريخ لها من البحر أو البر ، ففرضت حصارا شاملا على قطاع غزة ومنعت سكانه كل شيء ، لا السلاح وحده، من غذاء ودواء ووقود وقصفت محطات الكهرباء والمياه والصرف والميناء والمطار لتجعل من غزة سجنا كبيرا ومن لم يمت بالقصف مات جوعا ومرضا.
وأخيرا توجت إسرائيل حصارها الإجرامي بمجزرة أشد بشاعة من عمليات الهولوكوست الألمانية ألا وهي مجزرة غزة .
مجزرة غزة
إجتياح غزة في ديسمبر 2008هي عملية شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في يوم 27 ديسمبر 2008م كما تقول ردا على إطلاق صواريخ "قسام" على يد عناصر من منظمتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. تعتبر هذه العملية أكبر مذبحة يتم ارتكابها من قبل الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ حرب 67، بدأت هذه العملية يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008 في ساعة الذروة وبلغ عدد الضحايا خلال 22 يوماً من العملية 1305 فلسطينياً شهيدا وأكثر من 5400 جريح من بينهم ما نسبته 46% من الأطفال والنساء.
العودة إلي أعلي
اتفاق المصالحة وبارقة أمل في الوئام الفلسطيني
تحت رعاية مصرية اجتمع وفدا حركتي فتح وحماس بالقاهرة في 27 من أبريل 2011 لبحث القضايا الخاصة بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة وعلي رأسها الملاحظات الخاصة بما ورد باتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني لعام2009.
اتفق الطرفان علي أن تكون التفاهمات التي تمت بشأن هذه الملاحظات خلال المباحثات ملزمة للطرفين عند تطبيق اتفاق الوفاق الوطني الفلسطيني.
تتمثل التفاهمات التي اتفقت عليها حركتا فتح وحماس في الآتي:
1- الانتخابات
اتفق الطرفان "فتح" و "حماس" علي تحديد أسماء أعضاء لجنة الانتخابات المركزية بالاتفاق مع الفصائل الفلسطينية علي أن ترفع للرئيس الفلسطيني ليصدر مرسوماً بتشكيل هذه اللجنة، وترشيح ما لا يزيد على (12) من القضاة لعضوية محكمة الانتخابات علي أن ترفع إلي الرئيس الفلسطيني لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتشكيلها بالاتفاق مع الفصائل الفلسطينية. أما الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني تجرى متزامنة بعد عام من تاريخ توقيع اتفاقية الوفاق الوطني من جانب الفصائل والقوي الفلسطينية.
2- منظمة التحرير الفلسطينية
اتفقت حركتا فتح وحماس علي أن تكون مهام وقرارات الإطار القيادي المؤقت غير قابلة للتعطيل وبما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
3- الأمن
التأكيد علي أن تشكيل اللجنة الأمنية العليا التي يصدر الرئيس الفلسطيني مرسوماً بشأنها وتتكون من ضباط مهنيين تكون بالتوافق .
4- الحكومة
اتفقت حركتا فتح وحماس علي تشكيل الحكومة الفلسطينية وتعيين رئيس الوزراء والوزراء بالتوافق، ومن مهامها:
1- تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني.
2- الإشراف علي معالجة قضايا المصالحة الداخلية الفلسطينية الناتجة عن حالة الانقسام.
3- متابعة عمليات إعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار.
4- متابعة تنفيذ ما ورد في اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني.
5- معالجة القضايا المدنية والمشاكل الإدارية الناجمة عن الانقسام
6- توحيد مؤسسات السلطة الوطنية بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
7- تسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية.
5- المجلس التشريعي :
اتفق الطرفان علي تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني حسب القانون الأساسي.
المصالحة.
خاتمة:
رغم كل المآسي والظروف القاتلة التي مر بها شعب فلسطين الحبيب فإنه مازال صابرا مقاوما ومؤمنا بعدالة قضيته واثقا في أن نصر الله آت لا محالة وأن فلسطين المحتلة ستعود عربية وسيقيم الفلسطيني دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله.
العودة إلي أعلي
15/05/2011
http://www.egynews.net/wps/portal/pr...?params=124740