جون كابوت:
كَابُوت اسم العائلة لاثنين من الرحالة، أب وابنه، قاما باكتشافات مهمة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية.
جون كابوت (1450 - 1498م). قام بأول رحلة من إنجلترا إلى أمريكا الشمالية، مكنّت إنجلترا عام 1497م من وضع يدها على أراضي أمريكاالشمالية.
ولد كابوت في جنوة بإيطاليا، وكان اسمه بالإيطالية جيوفاني كابوتو. وأثناء صباه رحل إلى البندقية بإيطاليا مع والديه. وقد نشأ هناك وأصبح تاجرًا ومصمم خرائط. وأبحر في البحر الأبيض المتوسط ما بين البندقية ومصر يقايض بالبضائع الإيطالية البهارات من الشرق الأقصى. تزوج كابوت وأنجب ثلاثة أبناء. وانتقل إلى بريستول بإنجلترا في الثمانينيات من القرن الخامس عشر الميلادي، وكان يعيش هناك عندما قام كريستوفر كولمبوس برحلته التاريخية إلى أمريكا موفدًا من أسبانيا عام 1492م.
افترض الناس أن كولمبوس وصل إلى جزر الهند (التي تُعرف الآن باسم جزر الهندالشرقية) في آسيا. ورأى كابوت أن هناك طريقًا أقصر من تلك التي سلكها كولمبوس. وقدحلم بقطع المحيط الأطلسي متجهًا إلى نقطة أبعد شمالاً، ليجلب البهارات والمجوهرات من آسيا.
طلب كابوت من ملك البرتغال جون الثاني وملك أسبانيا فرديناند أن يُمولا رحلته. وقد رفضا مساعدته. وفي عام 1496م، منحه ملك إنجلترا هنري السابع الإذن بالإبحارلخدمة إنجلترا. ووافق كابوت على منح الملك خُمْس ما يتحقق من أرباح من كل مايكتشفه. وساعد رجال الأعمال في بريستول كابوت على تغطية نفقات الرحلة.
وفي مايو عام 1497م، أقلع كابوت من بريستول غربًا في سفينة صغيرة تُدعى ماثيو مع طاقم يتكون من 18 بحارًا. وشاهد اليابسة في 24 يونيو. وربما كان كابوت قد وصل آنئذ إلى جزيرة نيوفاوندلاند في كندا، أو إلى جزيرة كيب بريتون التي تشكل الآن جزءًا مننوفاسكوتيا في كندا. وقد استولى على الأرض لصالح إنجلترا. وظن كابوت أنه وصل إلى آسيا. ومع أنه لم يجد الثروات التي كان يأمل فيها، إلا أنه وجد منطقة صيد السمك المهمة التي تسمى الآن جراند بانكس. وكانت الأسماك هناك وفيرة لدرجة أنه يمكن صيدها بإنزال سلة إلى البحر.
عاد جون كابوت إلى إنجلترا في أغسطس عام 1497م، وأعلن أنه وصل إلى آسيا. وأطلق عليه لقب الأميرال العظيم، وأعطاه الملك جائزة ومنحه معاشًا تقاعديًا سنويًا.
وفي عام 1498م، قام الملك وعدد من التجار بتغطية نفقات رحلة ثانية لكابوت، أبحرفيها من بريستول في خمس سفن، عاقدًا العزم على اكتشاف المنطقة التي تقع جنوبي البقعة التي نزل فيها سابقًا. وقد أجبرت العواصف واحدة من السفن على العودة إلى إنجلترا. ولا يدري أحد ما الذي حل بكابوت والسفن الأربع الأخرى. ويعتقد معظم المؤرخين أنه ضاع في البحر. بينما يرى بعضهم أنه اكتشف جزءًا من الساحل الشرقي لمايسمى الآن الولايات المتحدة، وعاد إلى إنجلترا.
سباستيان كابوت (1484 - 1557م). الابن الثاني لجون كابوت،أبحر إلى أمريكا الشمالية، واكتشف ساحلها الشرقي. وقام أيضًا برحلة كشفية إلىأمريكا الجنوبية.
ولد سباستيان كابوت في البندقية بإيطاليا، ونشأ في بريستول بإنجلترا. وأصبحرحالة ومصمم خرائط، وربما صحب والده في رحلته الأولى إلى أمريكا الشمالية عام 1497م. وفي نحو عام 1508م، أبحر سباستيان كابوت إلى أمريكا الشمالية على رأسسفينتين إنجليزيتين. وسلك مسارًا شماليًا غربيًا، أي طريقًا إلى آسيا عبر المحيط القطبي الشمالي. وقد وصل إلى مدخل خليج هدسون فيما يعرف الآن بكندا، وظن أنه وجد الممر الشمالي الغربي. ولكن بحارته رفضوا الاستمرار في الإبحار غربًا. وأبحر كابوت جنوبًا على امتداد شاطئ أمريكا وعاد إلى إنجلترا.
وفي عام 1526م، أبحر كابوت من أسبانيا بأربع سفن. وقام رجال الأعمال الأسبان بتغطية نفقات الرحلة آملين أن يعود مُحملاً بالثروات من جزر البهارات فيما يسمى الآن بإندونيسيا. ولكنه اكتشف الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية وأراضيها الدَّاخلية.
كان أمل كابوت أن يعثر على الذهب، ولكنه أخفق في العثور عليه، فعاد إلى أسبانياعام 1530م.
.جيمس كوك:
كوك، جيمس (1728 - 1779م). ملاّح بريطاني وواحد من أشهر المكتشفين في العالم. قاد ثلاث رحلات بحرية إلى المحيط الهادئ، وأبحر حول العالم مرتين. وأدت رحلاته إلى إقامة المستعمرات عبر منطقة المحيط الهادئ.
وفي خلال رحلته التاريخية في السفنية هـ.م.س. إنديفر، رفع كوك العلم البريطاني في نيوزيلندا عام 1769م. وفي سنة 1770م، أصبح أول أوروبي يزور الساحل الشرقي لأستراليا. وأعلن استيلاء بريطانيا على تلك الأراضي وسمّاها نيوساوث ويلز. وقد أصبحت أستراليا مستعمرة بريطانية في سنة 1788م نتيجة لهذه الرحلة.
وفي خلال رحلاته الثلاث إلى منطقة المحيط الهادئ، قام كوك بعمل خرائط أضافت الكثير في مجال جغرافية المنطقة. ولكونه بحارًا وخرائطيًا ذا خبرة واسعة، فهو يعدواحدًا من أشهر مكتشفي البحار في العالم، لذلك أطلق عليه لقب كولمبوس أستراليا. وكان اغتيال جيمس كوك في هاواي خسارة كبيرة لبريطانيا.
حياته المبكرة:
وُلد جيمس كوك في قرية مارتون الصغيرة في يوركشاير بإنجلترا وكان ثاني سبعة أطفال لفلاح أسكتلندي. وبعد تعليم ابتدائي قصير، أصبح مساعدًا لبقال ثم بائع خردوات في قرية ستيثيس الساحلية. وفي سنة 1746م، تدرّب تدريبًا مهنيًا في ويتبي.
وفي سنة 1755م وبينما كانت بريطانيا تُعد عُدّتها للحرب، تطوع جيمس كوك في البحرية كبحار عادي. وأظهـر كوك مهارة كبـيرة في مسـح نـهر سانت لورنس، ورسم خريطة له. وقد أدى ذلك العمل دورًا مهمًا في استيلاء الجنرال جيمس وولف على كويبك، كما لفت انتباه قيادة القوات البحرية له. وقامت جمعية لندن الملكية بنشر تقريره عن كسوف الشمس وخسوف القمر.
الرحلة البحرية الأولى:
عبور الزهرة. في سنة 1767م، كانت الجمعية الملكية تقوم بعمل ترتيبات واسعة لمراقبة كوكب الزهرة عبر واجهة الشمس في يونيو عام 1769م. وكان الملك جورج الثالث مهتمًا شخصيًا بالمشروع، فأمر الأدميرالية بتوفير سفينة لحمل البعثة العلمية إلى تاهيتي. ولهذا رُقّي كوك إلى رتبة ملازم وأعطي قيادة السفينة. وقد كانت هذه الرحلة الى البحار الجنوبية هي بداية مهنته مكتشفًا.
كانت سفينة إنديفر صغيرة بالنسبة لرحلة طويلة، في بحار لاتوجد لها خرائط. أبحرت إنديفر من بليموث أغسطس عام 1768م. وبعد مراقبة العبور واستكشاف الجزيرة، غادر كوكومرافقوه الجزيرة. وكان كوك قد تلقى تعليمات سرية من قيادة القوات البحرية تأمره بالبحث عن قارة جنوبية مجهولة. وصلت البعثة إلى نيوزيلندا في أكتوبر 1769م. وداركوك حول الجزيرة الشمالية ثم الجنوبية، ليثبت أن نيوزيلندا هي جزر ضخمة وليست جزءًامن قارة جنوبية. اتجه كوك إلى غربي نيوزيلندا، ولكن عاصفة هوجاء شمالية جرفت السفينة إنديفر في اتجاه الساحل الشرقي لأستراليا التي لم تكن معروفة في ذلك الوقت. وفي صباح يوم 20 أبريل عام 1770م، رأى ضابط المراقبة زاكاري هيكس الأرض قُرب حدودمايعرف الآن بفكتوريا ونيوساوث ويلز.
كان بوتاني باي هو أول موقع نزل فيه كوك في 29 أبريل. وفي يوم 7 مايو، وبعد التزودبالطعام والمياه العذبة والوقود، واصلت إنديفر رحلتها في اتجاه الشمال لاستكشاف ورسم خرائط الأرض الجديدة. وكان كوك يرسو في الشاطئ بين حين وآخر، لفحص المكان والتزود بالماء. وبعد رسم الخرائط ووضع العلم البريطاني على الأرض الجديدة، أطلق عليها كوك اسم نيوساوث ويلز، ثم بدأ رحلته عائدًا إلى أرض الوطن. وبعد رحلة بحرية طويلة، وصل كوك إلى إنجلترا في يوليو عام 1771م.
كانت إنجازات كوك خلال رحلته التي دامت سبع سنوات، عديدة ومتنوعة. فقد قام كوك،إلى جانب نقل البعثة العلمية إلى تاهيتي، برسم خرائط دقيقة لسواحل نيوزيلنداوأستراليا الشرقية. كما أثبت أن أستراليا وغينيا الجديدة منفصلتان. كما أن إبحاره في المحيط الهادئ الجنوبي أثار الشكوك حول وجود قارة جنوبية كبيرة.