لعل من أخطر ما يقوم به التلفزيون أنه يشاركنا في تربية أبنائنا ويصوغهم الصياغة التي تبتعد بهم عن الصلة بأمتهم وعقائدهم وأعرافهم وأشد من ذلك إيلاماً أن كثيراً من الأسر تخلت عن دورها نهائياً في مهمة التربية العقائدية والفكرية وأسلمت أبناءها التلفزيون يصنعان فيهم ما يحلو لهما من التوجيه وغرس المفاهيم والعقائد المغايرة لعقائدنا وحضارتنا وتاريخنا ، وقد تبين لنا بما لايدع مجالاً للشك أن وراء هذه الثورة الإعلامية مؤسسات تقوم على مخادعة الجماهير وإغرائها للوصل إلى مآرب كثيرة من أهمها وأخطرها اقتلاع جذور الدين من النفوس ، لأن تعاليم الدين والإسلام خاصة تقف حائلاً دون تحقيق أطماعهم وتطبيق مؤامراتهم ، واستغلالهم البشع لنقاط الضعف في الإنسان وعلى الأخص النواحي الجنسية التي تعتبر أسهل استثارة وأسرع استجابة من سواها . وقد أدرك كثير من العقلاء أن للتلفزيون أثراً محققاً في إضاعة الجهود التربوية التي يناط بها المساهمة في بناء شخصية الطفل والمراهق والشباب على السوء لتكوين شخصية متوازنة متعادلة تستطيع مجابهة الصاب ، وتحمل المسؤوليات وتشعر بحقوق الآخرين ، وتحرص عليها حرصها على حقوقها هي ، وروى أن رجلاً زار أستاذاً جامعياً في بيته ، وكان الأستاذ هذا نصرانياً فلاحظ الرجل أن ليس لد أستاذه تلفزيون فسأله عن سبب ذلك فأجاب الأستاذ : ( أأنا مجنون حتى آتي إلى البيت بمن يشاركني في تربية أبنائي )
هذا وهو نصراني لا يعلم ماله وما عليه ولكن تميز العقل بين من يتبجح القول بأن الطفل في مرحلة النمو يحتاج إلى التلفاز المسلي لأنه إذا أفتقد ذلك يصاب بالاكتئاب النفسي والإنطوائية الشخصية لا يحب ولا يكره ولا يعاشر طبقات المجتمع لأنه لم يرى صور ذلك في التلفاز
من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة