د . ادوارد عبيد - تقول الباحثة كريستسن ميلر في دراسة لها عام 2003 ، بعد أكثر من 30 عاما من البحث التربوي في المدارس، فانه لا يوجد حل سحري يضمن أن كل طالب سيكون ناجحا . ومع ذلك تشير الأبحاث الى أن خصائص المدرسة الفعالة وخصائص المعلم الفعال يمكن أن تساهم بوصول الطالب إلى أقصى مدى من الأداء الدراسي الجيد .
وتشير الدراسات إلى تأثير المدرسة والمعلمين الهائل على تحسين تحصيل الطلبة الدراسي، حيث أن الفروق بين تحصيل الطلبة قد تصل إلى 40% لصالح الطلبة الذين يدرسون في مدارس تتميز الهيئة التدريسية فيها بالفعالية مقارنة مع المدارس التي تقل فيها فعالية المعلمين، وهذا يقود الى التأكيد على اهمية ودور المعلم، فاختيار المعلم الجيد وتدريبه ضمن تخصصه يؤثر على تحصيل الطلبة، أما الاختيار العشوائي للمعلم والطلب منه تدريس مواد من غير تخصصه وغياب التدريب أيضا سوف يقلل بنسبة كبيرة من تحصيل الطلبة. وهذه الظاهرة إن وجدت في بعض المدارس ، فان القيادات التربوية هي المسؤولة عن تصحيح الوضع من اجل أن نصل بالطالب إلى أقصى مدى من التحصيل وبالتالي تحقيق النجاح المدرسي .
يبدأ التدريس الفعال من تعزيز فعالية المعلم واستعداداته لعملية التدريس عبر برامج تدريبية قبل الخدمة وأثناء الخدمة، اضافة الى استخدامه للاستراتيجيات المناسبة لزيادة تحصيل الطلبة ، ويمتلك المعلم هذه الاستراتيجيات من خلال عدة عوامل منها التدريب والتخصص العلمي، وتتمثل هذه الاستراتيجيات بما يأتي:.
* مراعاة أوجه التشابه والاختلاف بين الطلبة وتطوير مهارات المقارنة، التصنيف والحوار لديهم.
* التلخيص واخذ الملاحظات : تلخيص الأفكار الرئيسة التي تركز على تحليل المعلومات وبالتالي تعزز فهم الطلاب لمحتوى المنهج .
* الواجبات البيتية : الخبرة البيتية من خلال الواجبات المنزلية توفر للطالب أفضل الفرص لتعميق الفهم مما يسهم في تعزيز مهارات الطالب للتعامل مع المقرر الدراسي، ودور المعلم في هذا المجال كبير، إذا أحسن التعامل مع تلك الواجبات .
* التعامل مع الأشكال والصور والنماذج والرسومات البيانية وهي مهارة يجب أن يمتلكها الطالب من خلال تحويل تلك النماذج إلى لغة فهم يستطيع ترجمتها إلى لغة مكتوبة أي تحويل الصورة الذهنية إلى عبارات تؤشر على فهم المقرر الدراسي .
* التعلم التعاوني : وهي إستراتيجية تمارس داخل الغرفة الصفية وتعزز التعلم الفردي والجماعي كما تساهم في التفاعل الايجابي بين الطلبة وتحفز عمل الطلبة كفريق متكامل.
* تحديد الأهداف والتغذية الراجعة: إن تحديد الهدف يعتبر موجها للتعلم وهي مسؤولية المعلم تجعل الطالب مدركا لعملية التعلم وبالتالي فان التغذية الراجعة في هذا المجال تسهم في متابعة الطالب في عملية تعلمه .
* توليد الأفكار واختبار الفرضيات: هذه الإستراتيجية تشجع الطالب على مهارة التحليل والاستقصاء واتخاذ القرارات وحل المشكلات .
* الاستفادة من المعرفة السابقة التي يمتلكها الطالب من خلال تقديم المعرفة الجديدة وربطها بالمعرفة السابقة مما ينشط المعرفة التي يمتلكها الطالب .
هذه الاستراتيجيات يجب أن تمارس داخل الغرفة الصفية وتعتبر من الكفايات التعليمية التي يمتلكها المعلم، والسؤال المطروح هل يمتلك المعلم تلك الكفايات؟ كيف يمكن تطويرها؟ والجواب بسيط جدا ، برامج تطوير وتنمية المعلمين هي الحل وهي مسؤولية القيادة التربوية في المدرسة ومن خلال تلك البرامج المقدمة يجب التركيز على النقاط التالية :
* تدريب جميع المعلمين على اكتساب مهارات التدريس لان المعلم هو الذي يتعامل مع الطالب مباشرة، وأيضا تدريب من يتعامل مع المعلمين على فهم تلك الاستراتيجيات خصوصا من هم في موقع المسؤولية الإدارية والفنية في المدرسة .
* احترام القدرات القيادية للمعلمين من خلال قيادتهم للغرفة الصفية التي تعتبر مختبرا حيويا لتنفيذ الاستراتيجيات التدريسية .
* توفير أفضل البحوث التربوية والممارسات في مجال التعليم والتعلم خصوصا في مجال القيادة المدرسية ، لان القيادة المدرسية لها الأثر الكبير على كل من المعلم وتحصيل الطالب .
* التعاون التام داخل المجتمع المدرسي بين جميع الذين يخدمون العملية التربوية والمسؤول عن هذا التعاون هو القيادة المدرسية من خلال وضعها لخطة التطوير التربوي في المدرسة
مدير مركز تدريب المعلمين في الأمانة العامة للمؤسسات التربوية المسيحية في الأردن .
المصدر : جريدة الرأي الأردينية